¤ الاستشارة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 24.. أدرس هندسة معمارية ولم يتبق لي سوى سنة على التخرج وأنا أعمل حاليا في مكتب هندسي مع دراستي في الجامعة تعرفت على إنسانه محترمة، ومؤدبة قبل 5 سنوات.. أحببتها وأحبتني.. وتعايشنا هذه المدة.. وأيقنت اني لا أريد زوجة غيرها..
مع العلم أنها تدرس في كلية الطب وتبقى لها سنة دراسية وسنة تدريب.. وقبل شهرين من الآن.. فتحت لي موضوع.. أنها تريد السفر في هذا الصيف إلى أمريكا مع صديقتها لأخذ كورس في المصطلحات الطبية.. وأنا رفضت أنها تسافر وحدها بدون محرم.. وكانت تريد أن تقنعني بأنها فرصة لها لتقوي لغتها ولن تتكرر..
ولكني لم أقتنع مع العلم أن والدها موافق على سفرها.. وما إن بدأت الاجازة الصيفية وإذا بها تقول إنها ستسافر إلى أمريكا بعد أسبوع من الآن.. غضبت كثيرا وقلت لها ان سافرتي ستخسريني.. حاولت ان تقنعني.. ولكني رافض للفكرة نهائيا.. ووعدتها إن لم تسافر أني بعد الزواج سأجعلها تكمل دراستها معي في الخارج وعلى حسابي الشخصي..
ولكنها لم تصغ إلي.. وسافرت وأنا الآن في حيرة لا يعلم بها إلى ربي عز وجل.. ماذا افعل؟ مع العلم اني فاتحتها في موضوع الزواج وأني سأتقدم لخطبتها في شهر الحج بإذن الله.. ورفضت الفكرة.. وقالت لي انها لا تريد الزواج ولا تفكر فيه الا بعد سنتين..
وأنا والله أريد الزواج منها.. ولن استطيع الإنتظار لسنتين وأنا متعلق بها جدا ولا أريد غيرها زوجة لي
والشيطان لم يتركني لحظة من دون وسوسة.. وسوس لي بأن أتركها.. وسوس لي بأنها ان لن تسمع كلمتك قبل الزواج لن تسمعه بعد الزواج.
أريد إستشارتكم جزاكم الله خير في موضوعين..
الأول: كيف أتعامل معها في موقفي من سفرها..؟
والثاني: كيف أتعامل مع رفضها لفكرة الزواج.. مع العلم اني أريد الزواج فعلا ونويت الخطبة بعد اربعة اشهر؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا ماذا أفعل؟ جزاكم الله كل خير
رد المستشار: د. إبراهيم بن صالح التنم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم: لا أخفي عليك أنك ستظل تعيش هموماً متفرقة متشعبة تكدر خاطرك وتهم نفسك، هل تقدم على الاقتران بهذه المرأة أو لا؟ وهل ستكون مناسبة قريبة منك، صالحة لأن تكون أمْاً رؤوماً لأولادك أو لا؟ وهل ستسعد معها وتهنأ حياتك بها؟ ونحو ذلك من الأسئلة والخواطر التي تعتلج في صدرك.
أخي الكريم: تعتبر الحياة الزوجية من أعظم المشروعات التي تحتاج إلى دراسة هادئة متأنية جداً، حتى نضمن بإذن الله أن تكون نتائجها على أحسن حال.
صدقني أن الإنبهار بالعلاقة الأولى لا يؤدي إلى نتائج إيجابية ما لم يكن ذلك مبنياً على أسس متينة في الدين والخلق والعرف.
لقد ظهر لي من خلال كلمات رسالتك، أنك ممن يراعي حدود الشرع الحنيف ويهتم بها، ولك أنفة وغيرة على العرض والخلق والشرف، وقد حاولت بما تملك من قوة أن تمسك العصا من المنتصف، فترضي هذه الفتاة بتحقيق رغبتها لكن في حدود المعقول مما يتماشى مع مبادئ الشرع وقيمه، مما يطمئن معه قلبك ويسر خاطرك.
أخي الحبيب: لسنا ضد عمل المرأة أبداً ولسنا ضد تفوقها ورقيها، بل إننا نشجعها ونأخذ بيدها وندفع بها للأمام، لكن يجب أن يكون ذلك كله منضبطاً بضوابط الشرع الحكيم والعادة المستقيمة.
إنني أسر في أذنك وأهمس فيها -إذا أردت السعادة الحقيقية- أن تتخذ قرارك النهائي المتعلق بإختيار أحد الطريقين:
الخيار الأول: أن تقترن بهذه الفتاة، لكنك ستتعب معها كثيراً، بسبب إختلافكما في العادات والمبادئ لاسيما أنك ذكرت أن والدها ممن أيد سفرها بدون محرم، وأنها قدمت رغبتها على نصيحتك ورغبتك، مع مخالفتها لك وللشرع ، إذ سافرت ولم تراع ما طلبته منها.
وهذا النوع من النساء يتسم بالذكاء والعناد وتقديم مصلحة النفس على حساب مراعاة الزوج والأخذ بخاطره والقيام بحقوقه، فإن كنت ممن يتحمل هذا فالأمر بيدك.
الخيار الثاني: فهو أن تصرف نظرك عنها، وتبحث عن فتاة أخرى مناسبة لك تراعي الحدود الشرعية والضوابط المرعية، وتقترن بها ، وتبدأ معها حياة جديدة سعيدة جميلة ترى فيها جمال الدنيا وسعادتها.
إنني أدرك أن الخيار الثاني صعب جداً، لكن لابد من التفكير فيه ملياً وبجد، لأن العاقل هو الذي ينظر للمستقبل ونتائجه الإيجابية فيقدمه على الخيار القريب الذي قد تتغير معه الحياة مستقبلاً.
فكر جيداً ولا تتعجل ولا تغتر بالحب الأولي، فليست الحياة الزوجية يوماً أو أسبوعاً بل هي حياة مستمرة نحتاج فيها إلى توافق يضمن لنا بإذن الله الإستمرارية للنكاح وديمومته.
وفقك الله وبارك فيك ورزقك الزوجة الحنون الودود.
المصدر: موقع المستشار.